السبت، 7 يونيو 2008

بيان عاجل / الفقراء (4)

الفقراء 00 وحقوق الانسان

يشكل الفقر أخطر تحدٍ مستشرٍ أمام حقوق الإنسان في العالم. حيث إن مكافحة الفقر والحرمان والاستبعاد لم تعد مجرد مسألة إحسان، كما أنها لم تعد تعتمد على مدى غنى البلد. ... فاستئصال الفقر هدف ليس من المتعذر تحقيقه. فقد أفاد تقرير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية لعام 2007 أن 14 مليون مصري يعيشون تحت خط الفقر، بينهم أربعة ملايين لا يجدون قوت يومهم، لتبقي مصر في المركز 111 بين دول العالم الأكثر فقرًا. وكان مؤتمرا عن الفقر في مصر عقده خبراء في مايو/ ايار الماضي أورد أرقاما مختلفة ونسبا أكبر للفقر 0
وأشار خبراء شاركوا في المؤتمر إلى أن العلاقة بين النمو الاقتصادي وتراجع الفقر ليست أكيده، ونعود الى التقرير الأممي الذى يقول أن أغلب الفقراء في مصر يعيشون في محافظات الوجه القبلي، حيث تبلغ نسبة الفقراء فيها حوالي 35.2% من إجمالي عدد السكان، بينما تنخفض نسبة الفقراء بالوجه البحري لتصل إلي 13.1 %.مؤكدا أن نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر عند مستوي إنفاق دولار واحد في اليوم تبلغ 3.1%، بينما تبلغ نسبة مستوي إنفاق دولارين في اليوم 43.9% . وذكر التقرير أن اللحوم والأسماك لا تدخل ضمن قائمة الفقراء التي يتناولها حوالي 51.2% من الفقراء، إلا حسب الظروف، بينما لا يشتري 33% منهم الفواكه، لعدم قدرتهم، بينما يكتفي 58.8% منهم بوجبتين فقط في اليوم، فيما يعتمد 61% من الفقراء في طعامهم علي البقوليات (الفول والعدس (وأشار في المقابل إلي تضخم ثروات الطبقة الغنية في مصر التي يمثل أعضاؤها 20% فقط من المصريين، والذين يمتلكون 80% من الثروات، بينما يمتلك الـ 80% الباقين من مجموع الشعب المصري 20% فقط من الثروات. وذكر التقرير أن هناك 1% فقط من أعضاء الطبقة الغنية يمتلكون 50% من حجم ثروات هذه الطبقة، بينما يشترك الـ 99% الباقون في ملكية الـ 50%الباقية كما اكد تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر: "إن نتائج الدراسة التي أجراها الجهاز ضمن التعداد العام لسكان مصر عن خريطة الفقر في مصر، كشفت عن أن هناك قرابة عشرة ملايين مواطن يسكنون في ألف قرية مصرية تعتبر هي الأفقر في مصر وأكد التقرير: "أن دراسة أجريت على 4040 قرية في مصر أكدت أن أفقر مائة قرية تضم 715 ألف شخص منهم 76 في المائة يعيشون تحت خط الفقر، وأن هناك نحو 4.9 مليون شخص يسكنون في أفقر 500 قرية، 60 في المائة منهم فقراء ، كما يسكن نحو 10.3 مليون شخص في أفقر ألف قرية منهم نحو 51.8 في المائة فقراء وذكر تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد القرى التي تقل نسبة الفقراء بها عن 20 في المائة تبلغ 2496 قرية، وأن عدد القرى التي تقل نسبة الفقراء بها عن10 في المائة تضم نحو 506 قرى، مشيرا إلى أن الفقر الذي حددته مقاييس الفقر في الدول النامية يشمل عدم القدرة على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية من الطعام والسكن الملائم والملابس والمياه النقية ووسائل التعليم، إن متوسط خط الفقر في مصر بلغ 1992 جنيها (حوالي 350 دولارا) كدخل سنوي للفرد، وأنه يجري بحث ميداني لتحديد الأسر الأولى بالرعاية
ومن الاهمية بمكان ان نقول ان الإهداف الإنمائية الثمانية – التي تتراوح بين تقليل الفقر المدقع بمقدار النصف ووقف انتشار فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وتحقيق تعميم التعليم الابتدائي، كل ذلك بحلول الموعد المحدد في عام 2015 – يعتبر مخططا اتفقت عليه بلدان العالم وجميع المؤسسات الإنمائية الرائدة في العالم. وهذه الأهداف عضدت جهودا لم يسبق لها مثيل لتلبية احتياجات اشد الناس فقرا في العالم
وفي منتصف الطريق نحو الموعد النهائي المقرر في عام 2015- حقق تنفيذ الأهداف الإنمائية للألفية تقدمًا ملموسًا؛ وهذه الأهداف هي عبارة عن مجموعة من الالتزامات المتفق عليها عالميًا من أجل انتشال ملايين الأشخاص من وطأة الفقر المدقع. بيد أن نجاح هذه الأهداف في مجملها لا يزال بمنأى عن التأكيد، وهذا هو ما توصل إليه التقرير الذي أعدته الأمم المتحدة حول التقدم المحرز.
وقد أوصت القمة العالمية للجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل حقوق الإنسان جزءاً لا يتجزأ من سياسات التنمية الوطنية. وقد جاء إنشاء مجلس دائم لحقوق الإنسان تابع للأمم المتحدة ليضع مسألة حقوق الإنسان بشكل قاطع جنباً إلى جنب مع الأمن والتنمية، بوصفها دعامة مؤسسية جوهرية ثالثة لمنظومة الأمم المتحدة.
كما تشكل حقوق الإنسان في الوقت الحالي معايير قانونية محددة في النظام الدستوري الدولي من حيث كونها جوهر الحقوق المدنية، وكذلك الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر

ليست هناك تعليقات: